أنا زوجة منذ 12 سنة معلمة تزوجت زوجي وقد كان عسكري راتبة كله ديون.
المهم كنت خلال كل السنوات أنا من أقوم بكل الواجبات المادية فأصبح حتى لو عندة لا يفكر أنه يدفع شي
وكنت أقول فقير ما عنده وأيضا لم أنجب إلا بعد 10 سنين بنت واحدة.
المهم بعد ما أصبح عمر بنتي 2 تزوج بدعوى أنه يريد أطفال لكن سكن زوجته في شقة لأهله كنت أنا من شطبها فقلت له أعطني مقابلها فوافق ولكن بعد مرور سنة أصبح يماطل
وأصبح يقول مالك شيء عندي أنت خرجت منها برغبتك أنا الآن في مشاكل لا غنى عنها أحس أنه ظلمني.
فقد كان لا يساعدني في شيء وأنه هذا جزاتي فأصبحت أكرهه وأحس بغبن رغم أنه الآن يقوم بكل واجباتي وابنتي
هل أنسى أمر الشقة لأن راتبي كبير أم أصمم أن يعطيني لكيلا أعيش مقهورة وعلى فكرة هو لا دخل له ودائم زعلان مني لاني أصبحت لا أعطية من راتبي بعد أن تزوج
وأصبح يضغط علي في الخروج والنزهات.أريد أن أرتاح كل ما أشوفة أتذكر البيت الذي أنا عملته وغيري سكنة أصبحت أفكر بالطلاق ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد ,,
أخيتنا العزيزة ((أم داليا))..
حياكِ الله.. ونشكركِ لاختياركِ المستشار الذي نرجو من الله أن تجد نفسكِ ما تبحثين عنه فيه..
دعينا حفظكِ الله نعيد صياغة قصتك في نقاط لتتضح الصورة أكثر:
1) معلمة متزوجة منذ 12سنة لم تنجبي إلا بعد 10 سنوات..
2) تكفلتِ بكل الواجبات المادية حتى اعتاد زوجكِ ذلك ثم أصبحتِ لا تعطينه من راتبكِ بعد زواجه بأخرى وهذا سبّب غضب زوجكِ منكِ..
3) سكنتِ في شقة قمتي بتشطيبها باختياركِ , ثم خرجتِ منها بعد زواجه برغبتكِ دون إجبار منه..
ومشكلتكِ عبرتِ عنها بقولكِ:[أنا الآن في مشاكل لا غنى عنها – أحس أنه ظلمني فقد كان لا يساعدني في شيء – أصبحت أكرهه وأحس بغبن – أريد أن أرتاح كل ما أشوفه أتذكر البيت اللي أنا عملته وغيري سكنه]..
وبناءً على ما سبق نقول: إذا كنتِ تريدين الحياة مستقرة.. واجهي الأمور بشجاعة.. نحن نقدر مشاعركِ.. ونتفهم إحساسكِ.. ولا بأس أن تنتاب المرأة نوع من الغيرة عند زواج زوجها بأخرى.. فالأنثى مفطورة على هذا..
وإليك قصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في هذا فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة.
فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني
إذن لا بأس بالغيرة طالما كانت معتدلة.. غير مزعجة أو مؤذية لمن هم حولنا.. لمن لا تكتمل سعادتنا إلا بهم ولا تكتمل سعادتهم إلا بنا.. لكن إذا تعدت الغيرة نطاق الاعتدال هنا يلزمنا أن نواجهها بحكمة وتعقل لنعيدها إلى مسارها الطبيعي , وحتى يتحقق ذلك أوصيك بالتالي /
1) لا تسمحي لنفسكِ بعقد مقارنة مع زوجته الثانية.. فأنتي زوجته وحبيبته الأولى الذي عاش معها 12سنة , وهذه السنوات ليست بالأمر الهين أن تُنسى.. فاعملي جاهدة على أن تبقى تلك السنون مصدر للسعادة وليست للحزن والألم..
2) اجمعي كل صفاته الإيجابية.. وسجليها في ورقة وارجعي لها كلما شعرتي بالانزعاج منه أو من بعض تصرفاته , فمنها مثلًا ما ورد في ثنايا حديثكِ:
- بقاءه معكِ طيلة 10سنوات وتمسكه بكِ بالرغم من عدم وجود الأبناء.. هذا يدل على حبه الكبير لكِ , تظلي أنتي زوجته الأولى التي لها مكانه كبيرة في قلبه لذا لا تدعي هذه المكانة تصغر أو تتغير بسبب الغيرة..
- الآن هو يقوم بكل واجباتكِ وواجبات ابنتكِ.. إذن ما الداعي لافتعال المشاكل.. احرصي على أن يكون معنى السكن والهدوء وراحة النفس ومتعتها وجنة الأُنْس عندكِ وتناسي أن لديه زوجه أخرى..
3) زواج زوجكِ ليس خارجًا عن قضاء الله وقدره.. فلابد من التسليم والرضا بما قدره الله لكِ والتوافق مع هذا الوضع الجديد.. ولا تنظري إليه على أنه شرٌ حل بكِ إنما انظري للجانب الإيجابي منه دائمًا.. نعم..
ربما هذا الوضع أشعل معاني الشوق والحنين بينكما.. واحذري بارك الله فيكِ أن لا تعميكِ هذه الغيرة عن قيام زوجكِ من أمر العدل بينكما لتفلحي أنتي في حياتكِ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} النحل:90 , فرضى الله أولًا حفظكِ الله..
4) لا يتبادر لذهنكِ أبدًا ولو لثانية أنه تزوج بغيركِ لأنه لم يعد يحبكِ.. فتكوين الرجل البدني والعقلي والنفسي يختلف تمامًا عن المرأة يقول تعالى: {ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} آل عمران: 36..
5) في اليوم الذي يكون فيه مع زوجته الأخرى.. أشغلي فكركِ ووقتكِ ووقت ابنتكِ بالألعاب التعليمية والأنشطة الممتعة المفيدة..
6) لا تحرمي نفسكِ وابنتكِ وزوجكِ من قضاء أوقات ممتعة ومرحه.. استغلي كل لحظة جميلة لأنها لا تعوض..
7) لا تجعلي سوء الخلق وافتعال المشاكل وتصيد الأخطاء وعقاب الذات والجلسة في حسراتٍ جزاءً لزواجه من غيركِ.. بل استيقظي كل صباح بابتسامة مشرقة وانطلقي إلى الحياة بتفاؤل وأمل.. فالمشاعر الإيجابية تصل للأطفال فتشعرهم بالسكينة والطمأنينة..
8) أحسني تبعلكِ لزوجكِ يقول تعالى:{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} البقرة:237 , واجعلي اللحظات الجميلة حاضرة في ذاكرتكِ دومًا..
9) اقرئي في الكتب التي تعينكِ على التخلص من الغيرة الزائدة خصوصًا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته بالإضافة إلى الكتب التي ترشد لحسن التبعل مثل كتاب (تعلمي فنون المهارات الزوجية) لسميرة شاهين..
10) عليكِ القرب من الله والدعاء والاستغفار والصدقة ولا تنسي {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البقرة 154..
وأخيرًا.. أعلم أن فيكِ من التعقل والحكمة ما يجعلكِ تحافظين على مملكتكِ الصغيرة من أجلكِ ومن أجل زوجكِ وحبيبكِ ومن أجل أجمل وأحب مخلوق إلى قلبك ((ابنتك)).
فــإما أن تصري على المطالبة بمالكِ الذي أنفقته في تشطيب الشقة فذلك حقكِ لا يختصم فيه اثنان.
والذي ربما ترتب عليه نفره زوجكِ منكِ وبغضه لكِ لأنكِ تضيقين عليه خصوصًا أنه لا دخل له.. وإمـــا أن تسامحيه فيه وتعفي عنه فلا نقول إلا كريمة من بيت كرماء.. احتسبي ذاك المال بارك الله فيكِ صدقه.
واعلمي أيتها الغالية:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات إِنَّا لَا نُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} الكهف30 , {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} الشورى:40 .
فتكونين كسبتي زوجكِ وزدتِ إكبارًا وإجلالًا في عينه وتخلصتِ من جُل المشاكل التي كان سببها المال..
[ولعلي أهمس لكِ هنا عزيزتي.. لا تدعي الفرق المادي بينكِ وبين زوجكِ سببًا للمشاكل فالرجل بطبيعته يغار من نجاحات زوجته وخاصة المادية..
لذا تواضعي واشكري سعيه واثني عليه وأخبريه أنه أعظم زوج وأحن قلب عندما يلبي حاجاتكِ وحاجات ابنتكِ الضرورية]..
ختامًا.. أسأل الذي رفع السماء بلا عمد أن يشرح صدركِ ويريح قلبكِ ويزيل ما علق به من تظلم ويبدله بالحبور والسرور والسعادة التي ترينها في نفسكِ وابنتكِ.
وأن يسخر لكِ زوجكِ ويديم عليكما الطمأنينة والاستقرار والرحمة والمودة أنه سميع مجيب الدعاء.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار